19 سبتمبر 2024 | 16 ربيع الأول 1446
A+ A- A
الاوقاف الكويت

د.عبدالله نصيف: الأوقاف الإسلامية شريك رئيس في التنمية الصحية والتعليمية الإغاثية

14 أبريل 2012

* حب الخير وبذل الصدقات والتبرعات من خصائص المجتمع المسلم وثقافته

* المجتمعات الإسلامية تعاني ارتفاع معدلات الفقر وكثرة اللاجئين والمشردين

* التعاون والتنسيق بين المؤسسات الإسلامية والخيرية ضرورة ملحة لمواجهة التحديات والأخطار المحدقة بالأمة.

د.عبدالله عمر نصيف من الشخصيات الإسلامية الرفيعة، تقلد العديد من المناصب داخل المملكة العربية السعودية وخارجها، دافع عن قضايا الأمة والعمل الخيري والإسلامي من خلال العديد من المحافل، ويرى فضيلته أن مسؤولية الجمعيات والهيئات الخيرية يجب أن تتضاعف في ظل التحولات والأوضاع الراهنة وما تشهده المنطقة من أحداث وتطورات.

ويعمل د.نصيف أمينا عاما للمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة ونائب رئيس مجلس إدارة الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، وهو من الشخصيات التي تؤمن بالفكر الإسلامي الوسطي وله صولات وجولات في هذا الشأن، وفضيلته عمل في وقت سابق نائبا لرئيس مجلس الشورى السعودي والعضو في منظمة حوار الحضارات، جاء هذا الحوار معه على هامش زيارته الكويت، وأكد خلاله ضرورة وضع خطة مشتركة لتلبية احتياجات هذه المجتمعات والمشاركة في عملية التنمية المستدامة باحترافية وشفافية، وفيما يلي نص الحوار:

** في ظل المستجدات التي تشهدها المنطقة باتت الحاجة ماسة إلى جهود خيرية إضافية لاحتواء تداعياتها. إلى أي مدى تتحمل مؤسسات العمل الخيرية المسؤولية في هذا الإطار؟

*مسؤولية الجمعيات والهيئات الخيرية يجب أن تتضاعف في ظل التحولات والأوضاع الراهنة، خاصة مع تزايد معدلات الفقر في المجتمعات الإسلامية إلى درجة كبيرة، وكثرة اللاجئين، ولابد من وضع خطة مشتركة لتلبية احتياجات هذه المجتمعات والمشاركة في عملية التنمية المستدامة باحترافية وشفافية، لاسيما أن الأجواء مهيأة الآن لدعم أية مشاريع من شأنها دفع عجلة التنمية في دول المنطقة، ومعالجة تداعيات هذه المتغيرات.

** من موقعكم الإسلامي والخيري .. هل هناك جهود تبذل على هذا المستوى وما إمكانية التنسيق بين الجهات المعنية؟

* هناك بعض الجهات الخيرية التي اتخذت قرارات فردية ومبادرات خيرية لمداواة جراحات بعض الشعوب التي عانت من الفقر سنوات طويلة، وأحب أن أشير إلى أن المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة أوصى بضرورة التنسيق والتعاون من أجل تحقيق احتياجات المجتمعات الفقيرة، ومن هذا المنبر أدعو إلى تحويل الجهود الفردية إلى خطة طموحة تشارك فيها جميع الهيئات والجمعيات الخيرية لدعم هذا المسار الإنساني، كما أن الجمعيات والهيئات الخيرية الكويتية قامت بجهود طيبة في إغاثة ضحايا الأحداث الليبية والسورية وغيرها.

** برأيكم كيف يمكن دفع عجلة العمل الخيري بصفة عامة إلى الأمام وتفعيل أدواره؟

*العمل الخيري ولله الحمد مستمر في أداء رسالته بخطى حثيثة، لأن الله تعالى جعل حب الخير وبذل الصدقات والتبرعات جزءاً أصيلاً من خصائص المجتمع المسلم وثقافته، وقد جعل الله تعالى أبواب الخير فسيحة بأنواع من الأعمال الخيرية، والذي يراجع ملف الأوقاف التي كانت في العهود الإسلامية المختلفة يجد أنها أصبحت ذات مجالات واسعة جداً ، وتشمل كل مناحي الحياة، وهذا الملف تطور بشكل لافت وأصبح يسهم في تنمية المجتمعات الفقيرة في مختلف النواحي الصحية والمجتمعية والتعليمية والإغاثية، ونحن نحتاج فقط إلى أن نشجع الناس، ونستمر في التعاون والتنسيق لدفع العمل الخيري إلى الأمام ، مصداقا لقوله تعالى “وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان”، وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: “مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى” .


**وماذا عن التحديات التي تواجه العمل الخيري؟

* مهما تعرض العمل الخيرية لكبوة هنا أو هناك، فان مسيرته لن تتوقف بإذن الله ، ولا ننكر أن هناك تحديات متواصلة ضده من جانب بعض المنظمات الصهيونية الكارهة للعمل الخيري الإسلامي، ومن هذا المنطلق روجت أن العمل الخيري يدعم التطرف والتشدد، وهذا أمر غير صحيح على الإطلاق، وقد أدى هذا التشويه الصهيوني للعمل الخيري في بعض

الأحيان إلى عجز بعض منظمات الخير عن تصريف بعض الأموال والتبرعات للفقراء.

لقد فوجئت عند تشرفي بالعمل في منصب الأمين العام للمجلس الإسلامي للدعوة والإغاثة أن هناك أموالاً تم تخصيصها لمناطق فقيرة في عالمنا الإسلامي، مثل البوسنة وأفغانستان وغيرهما، ولم ينجح المجلس في توصيلها بسبب حصار العمل الخيري، ولكن والحمد لله فقد بدأنا في وضع إستراتيجية خاصة لتوصيل تلك الأموال لمن يستحقها، وبالفعل فقد نجحنا إلى حد بعيد .


والكل لابد أن يعرف أن الضغوط الخارجية الساعية لتقليص العمل الخيري الإسلامي جزء من الصعوبات العملية التي تقف في طريق عمل الخير، والله سبحانه وتعالى يقول في محكم كتابه: “أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون" (العنكبوت: 2) .

** المجلس الإسلامي كمظلة تنسيقية إقليمية..كيف دوره في دعم الشعوب المسلمة التي ترزح تحت نير الفقر والحصار؟

* نحن نهتم للغاية بكل الشعوب المسلمة التي تقع تحت نير الاحتلال الأجنبي، ونهتم بشكل خاص بالشعب الفلسطيني، على أساس أن الفلسطينيين يدافعون عن المقدسات الإسلامية في وجه الاحتلال الصهيوني الذي يضع الخطة تلو الخطة من أجل استمرار مشروعه الكبير، الذي يهدف لتهويد كل مقدساتنا وكل الأراضي العربية الفلسطينية.

ومن هذا المنطلق فنحن نعمل على اتجاهين لدعم صمود الفلسطينيين، الأول أننا ننظم الندوات التي تؤكد الحق العربي والإسلامي في فلسطين، ونعمل على الترويج لتلك الندوات بحيث نصل إلى المواطن وصانع القرار في الغرب، حتى يدرك كل منهما أن القدس عربية وإسلامية رغم الادعاءات الصهيونية التي تحاول الترويج لعكس ذلك الأمر.

والاتجاه الآخر الذي نسلكه لدعم الصمود الفلسطيني يشمل توصيل المساعدات المالية والعينية للشعب الفلسطيني البطل، حتى يدرك كل فلسطيني أن أخاه المسلم في كل مكان يعرف مدى ما يعانيه ويدعمه بجميع الصور والأشكال.


وفي السودان على سبيل المثال يعمل المجلس والمنظمات التابعة له على الاهتمام باللاجئين في دارفور، حيث نقوم بإرسال أطنان من المواد الغذائية والطبية لهم، إلى جانب الأغطية والبطاطين والخيام، وأيضا القوافل الطبية لعلاج المرضى وإجراء العمليات الجراحية والإسعافات للمصابين منهم، إلى جانب إنشاء مدارس وحفر آبار لتوفير مياه الشرب النقية، وتتواصل الجهود الإغاثية لتشمل مختلف الدول التي تشهد حالة من التوتر وعدم الاستقرار وما يترتب عليهما من تداعيات سلبية تستوجب التدخل لإغاثة المنكوبين والمتضررين كما في الصومال، وسورية وغيرها.

وفقنا الله لصالح القول والعمل، وفي الختام لا يسعنا إلا أن نتقدم بالشكر الجزيل للدكتورعبدالله نصيف، لما تفضل به علينا من علمه الوفير راجين المولى تبارك وتعالى له دوام الصحة والعافية، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين.

القائمة البريدية

انضم للقائمة البريدية للموقع ليصلك كل جديد

جميع الحقوق محفوظه لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية - دولة الكويت